١١‏/١١‏/٢٠١١

حفلة في الحرم



الملايين الملايين. حول كعبة تعلوها مكبرات الصوت العملاقة. رداؤها الأسود تحوّل إلى شاشات عملاقة تبث صورا من شوارع غزة والقاهرة وبغداد وحمص ومراكش وتونس وبيروت والجزائر وكل بلاد العرب، للحشود المشاركة عبر البحار في هذا الحدث العملاق. حدث انتصار الثورة العربية. من القدس إلى مكة. كان آخر خط مستقيم في سقوط الأصنام. بعد إعلان الدولة الفلسطينية على كامل التراب من البحر إلى النهر، توجهت أمواج الثورة العاتية لتحتفل بانتصارها في مكة المحررة من كل من أسرها يوما.

الموسيقى هي العنوان. وفي يوم الاحتفال بالثورة، اجتمع من العرب أفضل الثائرين في موسيقاهم، بالإبداع والتفاعل. الحشود هنا من كل بقاع الأرض لاحياء انتصار الثورة التي أسقطت معها معابد الذهب. لا سلاح هنا. ولا بطاقات هوية. لباس الحفلة الأبيض. أفواج من الأجساد المتراقصة مع الايقاعات التي تخرج من المكبرات السوداء مزلزلة جدران الجبال والتلال المحيطة. الابتسامات، لا غيرها على الوجوه.

سمار البشرة العربية يطغى على خريطة النساء حول الكعبة العربية في هذه الليلة المكتملة البدر. عيون سوداء، ينحبس الضوء بين جفن الناظر إليها وعمقها. أجساد تخطف الموسيقى من أذنيك إلى تماوج تضاريسها. هذه بنت النوبة، وتلك بنت حلب. هذه بنت اليمن، وتلك بنت وهران. هذه بنت الحجاز وتلك بنت الكاف. هذه بنت نواكشوط وتلك بنت رام الله. 

منام سعيد. حلم أبني من فوقه حياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق