AlterNet.org
NYT
الجزيرة نت
Haaretz.com
Search
١٢/٠٨/٢٠١١
لو كنت ذا زينة للبستكما أقراطا
هل سبق أن كان لك أختان؟ وإحداهما توأمك؟ إذا كان جوابك "لا"، أنت لا تعرف ما هو ألم الرأس. فلسفة ألم الرأس، فنّه، ومحبّته ومطلق جماله.
على أيديهما تعلمت أن أهمّ أنواع وجع الرأس، وأشدها ايلاماً، يتأتى عن اصطدام رأس ال"أنا" بفكرة "آخر" تحبه محبة مطلقة. محبة لا يسكنها الزمان ولا الفعل ولا القول. وأعتقد أن تصالحي مع ألم الرأس هذا، ساهم بتكويني بشكل أساسي. فلم تعد الأولوية لايقاف الألم، بل لإرضاء المحبة: تغيّر كل شيء!
واحدة شاركتني رحم أمّي، وأبواب غربتي. واحدة شاركتني جينات غربتي، والثورة على رحم أمّي. قوة الواحدة ضعف الأخرى، وأنا أكبر بضعفهما وقوتهما. بضعفهما لأنه لهما طريق، ولا شكّ عندي في أنهما ستبلغان يوماً النقطة نفسها.
أحبّ أن أراهما، كوعائين متصلين، الأول فيه سكّر والثاني فيه ماء. يشتاق السكّر إلى الرطوبة، ولو كان يكره ملابس السباحة. وتتوق الماء إلى السكر، ولو كانت تدمن الملح الخشن. في النهاية، تزول الصفات وحواجز اللغات وتزهر المحبة.
علمتني الماء الحلوة، أن أخرج من ذكوريتي، وما أمجده من خروج. علمتني أن في هواء شرقنا ما يؤلم المرأة، فتصبر، تتنازل هنا لتسيطر هناك، ترحل لتبقى، أو تبقى لترحل. علمتني أنك لا تحتاج إلى حاجتك كي تحبّ. علمتني أن الانتظام كالفوضى، كلاهما محطة من سؤال إلى آخر. والكثير الكثير.
كانت تلك المرة الأولى التي يهديني فيها أحد شيئا أحسّ بأنه أتى من نفسي إليها. واحدة أهدتني دفترا مطرّزا كتبتُ فيه لاحقا وثائق ولاداتي الشعرية، وواحدة اهدتني آلة ايقاع هندية اكتشفت فيما بعد أن جلدتها حساسة لدرجة أنها ترتجّ من دون توقف، أعزفت عليها أم لم تعزف. كأنها كانت معموديتي يومها: من يومها بدأت أنتمي إلى روحي، إلى كنيسة الإخلاص لإنسانيتي. حجبت العيون عن دموعي فبكيت في صدري، تماما كما يبكي الطفل في مغطس المعمدان، وعلى جبهته زيت الميرون.
الماء الحلوة علمتني أن السماء أوسع مما تظنّون. أن للثالوث قداسة. أن الأخوّة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Blog Archive
-
▼
2011
(17)
- ◄ كانون الأول (1)
- ◄ تشرين الثاني (3)
- ◄ تشرين الأول (3)
اول مرة يا مازن اعرف ان ليك توأم !!!
ردحذفاوعي تكون ديما :D
تدوينة رقيقة وجميلة عن شعور اخ تجاه اخواته البنات، مش اي ولد يقدر يفكر اخواته البنات اضافوله ايه او اتعلم هو منهم ايه ،
ربنا يخليكم لبعض