١٢‏/٠٨‏/٢٠١١

مغامرات أبي جهل عبر الأزمان




عندما استولى أبو لهب على آلة السفر عبر الزمان والمكان (space-time machine)، لا هو ولا أبو جهل كانا يفقهان شيئا في الالكترونيك. بدآ يضغطان عشوائيا على الأزرار المضيئة، حتى خرج شعاع ضوء صاعق من الآلة وابتلعهما ومعهما أتباعهما من "رابطة طلاب الجهل"، وهي التنظيم الشبابي لحزب "الفزّاعة الجاهلية".

التاريخ الذي كانت الآلة معدة للسفر إليه كان: 11 آب 2011. المكان: شارع موازي لشارع الحمراء الرئيسي في بيروت، على بعد امتار من السفارة السورية. فوجئ المارّة بغيمة سوداء منفردة بنفسها تقضّ زرقة سماء صيف حارّ. من هذه الغيمة نزل برق خطف الأبصار، ونشر الغبار. بعدما انقشع الضباب، وعاد البصر  إلى العيون، كانوا هناك: أحصنة وسيوف ولحى كثّة. لم يصرخوا "الله أكبر" عندما هاجموا كل ما يحيط بهم من مظاهر الخروج عن دين الآباء، كونهم لم يدخلوا الإسلام بعد. بل كانوا يجحظون أعينهم حتى ظننت انها ستقع وتتدحرج أرضاً، ويصرخون: نياااااااااااااااااااعععععع. هذه صرخة المعركة في تقاليد "الفزّاعة الجاهلية"، تبثّ الرعب في قلوب المعادين.

أولّ ما رأت أعين المقاتلين الأشاوس، الذين كانوا قبل رحلتهم الزمنية قد انتهوا من غزوة مجيدة على قبيلة نمل متمردة في ضواحي مكّة، كانت صورة الشهيدة سناء محيدلي. فنادى أبو جهل: "يا معشر قريش! إن انطون سعادة قد شتم آلهتكم وسفه أحلامكم وزعم أن من مضى من آبائكم يتهافتون في النار، ألا! ومن قتل أنطونا فله عليّ مائة ناقة حمراء وسوداء وألف أوقية من فضة!". فأجابه أبو لهب: "يا أبا جهل، يقول القوم أن أنطونا قد مات. فمن نقتل؟". 

ولعدم معرفته بتقنية الصورة، ظنّ أبو جهل أن سناء قد تحولت إلى جيش من حوله، بلباسها العسكري ونظرتها المصممة على النصر، فصرخ: "يا قوم، إن سناء محيدلي قد خرجت عن دين الأباء والأجداد، ورفعت رأسها في وجه رجالكم يا أجهل الناس. فمن يقتلها له مني ألف عذراء مجنّحة". لم يفهم شباب "رابطة طلاب الجهل" شيئا، لأنهم أصلا يخوضون تمارين قاسية، يتعلمون من خلالها كيفية عدم الفهم. لكنهم رأوه يلوّح بسيفه في اتجاه وجه سناء، فهرعوا بأسلحتهم نحوها يصرخون: نياااااااااااااااااعععع. صرخة رجل واحد.

ثم عادوا إلى أبي جهل وأبي لهب ينادون بالنصر: "قتلناها، قتلناها". وما قتلوها، ولكن شبّه لهم... 

لكن "الفزّاعة الجاهلية" عادت وأكدت في بيان صادر عن نائب أبو جهل، أبو جويهل انها:
  مستعدة للوقوف الى جانب اي طرف سواء حزب الله او غيره لمواجهة العدو الاسرائيلي.


ثم دار اشتباك قصير بين "الفزّاعة الجاهلية"، وجيوش "أنصار ملك الغابة-فرع الأرز"، فضّته وكالة الحصربول.

يا أغبياء، نحن صنّاع الثورة في سوريا وتونس ومصر واليمن وليبيا والمريخ. نحن مستقبل الحرية والعلم والحكمة، وأنتم اعداؤنا. وما أنظمتنا سوى ستار يفصلنا عنكم. سنسدل الستار، وستبدأ المعركة. عندها سنعيدكم إلى زمانكم، ولن يكون صلح الحديبية.

ملاحظة: سنتطرق في حلقات مقبلة إلى غزوات أخرى سيقوم بها من دون شكّ (لا حاجة للتبصير في هذا المجال) من يدعون انتماءهم لعروس الجنوب سناء محيدلي.

تبقين يا سناء ومن ورائك الاحرار، وعن جنبيك يسقط المشعوذون والجهلة.


هناك تعليق واحد: